كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


تتمة كتاب الخلافة مع الامارة الفصل الأول في خلافة أبي بكر الصديق

14116- عن سالم بن عبيدة وكان رجلا من أهل الصفة قال‏:‏ أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأفاق فقال‏:‏ حضرت الصلاة‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، فقال‏:‏ مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس، ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال مثل ذلك، فقالت عائشة‏:‏ إن أبا بكر رجل أسيف فقال‏:‏ إنكن صواحب يوسف مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس فأقيمت الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أقيمت الصلاة‏؟‏ قال‏:‏ ادعوا لي إنسانا أعتمد عليه، فجاءت بريرة وآخر معها فاعتمد عليهما وأن رجلاه لتخطان في الأرض حتى أتى أبا بكر وهو يصلي بالناس فجلس إلى جنبه فذهب أبو بكر يتأخر فحبسه حتى فرغ من الصلاة فلما توفي نبي الله صلى الله عليه وسلم قال عمر‏:‏ ليس يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا فأخذ بساعد أبي بكر ثم أقبل يمشي حتى دخل فأوسعوا له حتى دنا من نبي الله صلى الله عليه وسلم فانكب عليه حتى كاد يمس وجهه وجهه حتى استبان له أنه قد توفي فقال‏:‏ إنك ميت وإنهم ميتون فقالوا‏:‏ يا صاحب رسول الله توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم فعلموا أنه كما قال، فقالوا‏:‏ يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قالوا‏:‏ يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين لنا كيف نصلي عليه‏؟‏ قال‏:‏ يجيء قوم فيصلون ويجيء آخرون، قالوا‏:‏ يا صاحب رسول الله هل ندفن النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ نعم؛ فقالوا‏:‏ أين‏؟‏ قال‏:‏ حيث قبض الله روحه، فإنه لم يقبض روحه إلا في مكان طيب فعلموا أنه كما قال، ثم قال‏:‏ دونكم صاحبكم وخرج أبو بكر واجتمع المهاجرون يبكون ويتدابرون بينهم فقالوا‏:‏ انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار، فإن لهم في هذا الحق نصيبا فأتوهم فقالت الأنصار‏:‏ منا أمير ومنكم أمير، فقال عمر وأخذ بيد أبي بكر‏:‏ سفيان في غمد واحد لا يصطلحان أو قال‏:‏ لا يصلحان، وأخذ بيد أبي بكر، فقال‏:‏ من له هذه الثلاثة، إذ يقول لصاحبه، من صاحبه‏؟‏ إذ هما في الغار، من هما‏؟‏ لا تحزن إن الله معنا، مع من‏؟‏ ثم بسط يده فبايعه، ثم قال‏:‏ بايعوا فبايع بأحسن بيعة وأجملها‏.‏

‏(‏اللالكائي في السنة‏)‏‏.‏

14117- عن إسماعيل بن سميع عن مسلم قال‏:‏ بعث أبو بكر إلى أبي عبيدة هلم حتى أستخلفك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إن لكل أمة أمينا وأنت أمين هذه الأمة، فقال أبو عبيدة‏:‏ ما كنت لأتقدم رجلا أمره رسول الله أن يؤمنا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14118- عن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ خطب أبو بكر الناس فقال‏:‏ يا أيها الناس إني قد وليتكم ولست بخيركم، فلعلكم أن تكلفوني أن أسير فيكم بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي، وإنما أنا بشر أصيب وأخطيء فإذا أصبت فاحمدوا الله وإذا أخطأت فقوموني‏.‏

‏(‏أبو ذر الهروي في الجامع‏)‏‏.‏

14119- عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال‏:‏ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو بن العاص بعمان أو البحرين فبلغتهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتماع الناس على أبي بكر، فقال له أهل الأرض‏:‏ من هذا الذي اجتمع الناس عليه ابن صاحبكم‏؟‏ قال‏:‏ لا قالوا‏:‏ فأخوه‏؟‏ قال‏:‏ لا قالوا‏:‏ فأقرب الناس إليه‏؟‏ قال‏:‏ لا قالوا‏:‏ فما شأنه‏؟‏ قال‏:‏ اختاروا خيرهم‏؟‏ فأمروه فقالوا‏:‏ لن يزالوا بخير مافعلوا هذا‏.‏

‏(‏ابن جرير‏)‏‏.‏

14120- عن أبي هريرة أن فاطمة جاءت أبا بكر وعمر تطلب ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا‏:‏ سمعناه يقول‏:‏ لا أورث‏.‏

‏(‏حم ق‏)‏ ولفظه‏:‏ لا نورث ما تركناه صدقة‏.‏

14121- عن أبي سلمة أن فاطمة قالت لأبي بكر‏:‏ من يرثك إذا مت‏؟‏ قال‏:‏ ولدي وأهلي، قالت‏:‏ فما لنا لا نرث رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إن النبي لا يورث ولكني أعول ‏(‏أعول‏:‏ يقال عال الرجل عياله يعولهم إذا قام بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة وغيرهما‏.‏ النهاية ‏(‏3/321‏)‏ ب‏)‏ من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعول، وأنفق على من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق عليه‏.‏

‏(‏حم ق‏)‏ ورواه ‏(‏ت ق‏)‏ موصولا عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقال‏:‏ ت حسن غريب‏.‏

14122- عن العباس أنه سأل معاوية عن نقش خاتم أبي بكر الصديق فقال‏:‏ عبد ذليل لرب جليل‏.‏

‏(‏الختلي في الديباج‏)‏ قال ابن كثير إسناده مظلم‏.‏

14123- عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال‏:‏ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة، فجاء فكشف عن وجهه فقال‏:‏ فدى لك أبي وأمي، ما أطيبك حيا وميتا مات محمد ورب الكعبة وانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنهم إلا ذكره وقال‏:‏ لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار، ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد‏:‏ قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم، فقال له سعد‏:‏ صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء‏.‏

‏(‏حم وابن جرير‏)‏ قال ابن المنذر‏:‏ هذا الحديث حسن وإن كان فيه انقطاع فإن حميد بن عبد الرحمن بن عوف لم يدرك أيام الصديق وقد يكون أخذه عن أبيه أو غيره من الصحابة وهذا كان مشهورا بينهم‏.‏

14124- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ لما بويع أبو بكر الصديق قال‏:‏ أين علي لا أراه‏؟‏ قالوا‏:‏ لم يحضر، قال ابن الزبير‏؟‏ قالوا‏:‏ لم يحضر قال‏:‏ ما حسبت إلا أن هذه البيعة عن رضا جميع المسلمين، إن هذه البيعة ليست كبيع الثوب الخلق، إن هذه البيعة لا مردود لها؛ فلما جاء علي قال‏:‏ يا علي ما أبطأ بك عن هذه البيعة‏؟‏ قلت‏:‏ إني ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه على ابنته، لقد علمت أني كنت في هذا الأمر قبلك، قال‏:‏ لا تزري بي يا خليفة رسول الله، فمد يده فبايعه، فلما جاء الزبير قال‏:‏ ما أبطأ بك عن هذه البيعة‏؟‏ قلت‏:‏ إني ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه، أما علمت أني كنت في هذا الأمر قبلك‏؟‏ قال‏:‏ لا تزري بي يا خليفة رسول الله ومد يده فبايعه‏.‏

‏(‏المحاملي‏)‏ قال ابن كثير إسناده صحيح‏.‏

14125- عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال‏:‏ لما صدر ‏(‏صدر‏:‏ يقال‏:‏ صدر القوم وأصدرناهم إذا صرفتهم وصدرت عن الموضع صدرا من باب قتل رجعت‏.‏ المصباح المنير ‏(‏1/457‏)‏ ب‏)‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحج سنة عشر قدم المدينة فأقام حتى رأى هلال المحرم سنة إحدى عشرة، فبعث المصدقين في العرب فبعث على أسد وطي عدي بن حاتم، فقدم بها على أبي بكر الصديق فأعطاه ثلاثين فريضة ‏(‏فريضة‏:‏ الفرائض جمع فريضة وهو البعير المأخوذ في الزكاة ثم اتسع فيه حتى سمى البعير فريضة في غير الزكاة‏.‏ ‏(‏3/432‏)‏ ب‏)‏، فقال عدي‏:‏ يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت إليها اليوم أحوج وأنا عنها غني، فقال أبو بكر‏:‏ خذها أيها الرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعذر إليك ويقول‏:‏ ترجع ويكون خيرا فقد رجعت وجاء الله بالخير، وأنا منفذ ما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فأنفذها فقال عدي‏:‏ آخذها الآن فهي عطية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر‏:‏ فذاك‏.‏

‏(‏ابن سعد كر‏)‏‏.‏

14126- عن حذيفة قال‏:‏ لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر قيل له في الحكم بن أبي العاص فقال‏:‏ ما كنت لأحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏طب وأبو نعيم‏)‏‏.‏

14127- عن أبي معشر زياد بن كليب عن إبراهيم قال‏:‏ لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر غائبا، فجاء ولم يجتريء أحد أن يكشف عن وجهه، فكشف عن وجهه، وقبل بين عينيه وقال‏:‏ بأبي وأمي طبت حيا وطبت ميتا، واجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة فقال أبو بكر‏:‏ منا الأمراء ومنكم الوزراء، ثم قال أبو بكر‏:‏ إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر أو أبو عبيدة، إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه قوم فقالوا‏:‏ ابعث معنا حق أمين فبعث معهم أبا عبيدة، وأنا أرضى لكم أبا عبيدة، فقام عمر فقال‏:‏ أيكم تطيب نفسه أن يخلف قدمين قدمهما النبي صلى الله عليه وسلم، فبايعه عمر وبايعه الناس‏.‏

‏(‏ابن جرير‏)‏‏.‏

14128- عن مجاهد قال‏:‏ خطبهم أبو بكر قال‏:‏ إني لأرجو أن تشبعوا من الجبن والزيت‏.‏

‏(‏هناد‏)‏‏.‏

14129- عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال‏:‏ حدثنا محمد بن إسحاق قال‏:‏ إن أبا بكر لما حدث نفسه أن يغزو الروم لم يطلع عليه أحد إذ جاءه شرحبيل بن حسنة فجلس إليه فقال‏:‏ يا خليفة رسول الله تحدثك نفسك أنك تبعث إلى الشام جندا‏؟‏ فقال‏:‏ نعم قد حدثت نفسي بذلك وما أطلعت عليه أحدا، وما سألتني عنه إلا لشيء، قال‏:‏ أجل يا خليفة رسول الله إني رأيت فيما يرى النائم كأنك تمشي في الناس فوق حرشفة ‏(‏الحرشفة‏:‏ الأرض الغليظة‏)‏ من الجبل، ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنة ‏(‏قنة‏:‏ القن بالضم الجبل الصغير‏.‏ القاموس ‏(‏4/261‏)‏ ب‏)‏ من القنان العالية، فأشرفت على الناس ومعك أصحابك ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة دمثة ‏(‏دمثة‏:‏ دمث المكان وغيره كفرح سهل ولان، والدماثة سهولة الخلق‏.‏ القاموس ‏(‏1/167‏)‏ ب‏)‏ فيها الزرع والقرى والحصون فقلت للمسلمين، شنوا الغارة على أعداء الله وأنا ضامن لكم بالفتح والغنيمة فشد المسلمون وأنا فيهم معي راية فتوجهت بها إلى أهل قرية فسألوني الأمان فأمنتهم، ثم جئت فأجدك قد جئت إلى حصن عظيم ففتح الله لك وألقوا إليك السلم ووضع الله لك مجلسا فجلست عليه ثم قيل لك يفتح الله عليك وتنصر فاشكر ربك واعمل بطاعته ثم قرأ‏:‏ ‏{‏ إذا جاء نصر الله والفتح‏}‏ إلى آخرها ثم انتبهت فقال له أبو بكر‏:‏ نامت عيناك خيرا رأيت وخيرا يكون إن شاء الله‏.‏

ثم قال‏:‏ بشرت بالفتح ونعيت إلي نفسي ثم دمعت عينا أبي بكر ثم قال‏:‏ أما الحرشفة التي رأيتنا نمشي عليها حتى صعدنا إلى القنة العالية فأشرفنا على الناس فإنا نكابد من أمر هذا الجند والعدو مشقة ويكابدونه، ثم نعلو بعد ويعلو أمرنا، وأما نزولنا من القنة العالية إلى الأرض السهلة الدمثة والزرع والعيون والقرى والحصون، فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه من الخصب والمعاش، وأما قولي للمسلمين‏:‏ شنوا الغارة على أعداء الله؛ فإني ضامن لكم الفتح والغنيمة فإن ذلك دنو المسلمين إلى بلاد المشركين، وترغيبي إياهم على الجهاد والأجر والغنيمة التي تقسم لهم وقبولهم، وأما الراية التي كانت معك فتوجهت بها إلى قرية من قراهم ودخلتها واستأمنوا فأمنتهم، فإنك تكون أحد أمراء المسلمين، ويفتح الله على يديك، وأما الحصن الذي فتح الله لي فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي، وأما العرش الذي رأيتني عليه جالسا فإن الله يرفعني ويضع المشركين، قال الله تعالى ليوسف‏:‏ ‏{‏ورفع أبويه على العرش‏}‏ وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعى إلي نفسي وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة وعلم أن نفسه قد نعيت ‏(‏نعيت‏:‏ نعيت الميت نعيا من باب نفع أخبرت بموته فهو منعي واسم الفعل المنعى والمنعاة بفتح الميم فيهما مع القصر والفاعل نعى على فعيل يقال‏:‏ جاء نعيه أي ناعيه وهو الذي يخبر بموته، ويكون النعي خبرا أيضا‏.‏ المصباح المنير ‏(‏2/844‏)‏ ب‏)‏ إليه، ثم قال‏:‏ لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن ترك أمر الله ولأجهزن الجنود إلى العادلين بالله ‏(‏العادلين بالله‏:‏ أي المشركين به، ومنه حديث ابن عباس ‏"‏قالوا‏:‏ ما يغني عنا الإسلام وقد عدلنا بالله‏"‏ أي أشركنا به وجعلنا له مثلا‏.‏ النهاية ‏(‏3/191‏)‏ ب‏)‏ في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا‏:‏ الله أحد أحد لا شريك له أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، هذا أمر الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا توفاني الله فلا يجدني الله عاجزا ولا وانيا ‏(‏وانيا‏:‏ يقال‏:‏ ونى ينى ونيا، وونى يونى ونيا، إذا فتر وقصر‏.‏ ‏(‏5/231‏)‏ النهاية‏.‏ ب‏)‏ ولا في ثواب المجاهدين زاهدا فعند ذلك أمر الأمراء وبعث إلى الشام البعوث‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14130- عن محارب بن دثار قال‏:‏ لما ولي أبو بكر ولي عمر القضاء وولي أبو عبيدة المال وقال‏:‏ أعينوني، فمكث عمر سنة لا يأتيه اثنان ولا يقضي بين اثنين‏.‏

‏(‏ق‏)‏‏.‏

‏{‏مسند عمر‏}‏

14131- عن ابن مسعود قال‏:‏ لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار‏:‏ منا أمير ومنكم أمير‏.‏ فأتاهم عمر فقال‏:‏ يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر‏؟‏ فقالت الأنصار‏:‏ نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر‏.‏

‏(‏ابن سعد ش حم ن ع ص وابن جرير ك‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/179‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14132- عن أبي البختري قال‏:‏ قال عمر لأبي عبيدة‏:‏ ابسط يدك حتى أبايعك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ أنت أمين هذه الأمة فقال أبو عبيدة‏:‏ ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمنا فأمنا حتى مات‏.‏

‏(‏حم‏)‏ وأبو البختري اسمه سعيد بن فيروز لم يدرك عمر‏.‏

14133- عن عمر قال‏:‏ لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ادعوا لي بصحيفة ودواة أكتب كتابا لا تضلوا بعده أبدا فقال النسوة من وراء الستر‏:‏ ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقلت‏:‏ إنكن صواحبات يوسف إذا مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ دعوهن فإنهن خير منكم‏.‏

‏(‏طس‏)‏‏.‏

14134- عن ابن عباس قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ إنه كان من خبرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر الصديق فقالوا‏:‏ يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم؛ فلما دنونا منهم لقينا رجلان صالحان، فذكرا ما تمالا ‏(‏تمالا عليه القوم‏:‏ تمالا القوم على الأمر اجتمعوا عليه وقيل تعاونوا‏)‏ عليه القوم فقالا‏:‏ أين تريدون يا معشر المهاجرين‏؟‏ فقلنا‏:‏ نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا‏:‏ لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم، فقلت‏:‏ والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، فقلت‏:‏ من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ سعد بن عبادة، فقلت‏:‏ ماله‏؟‏ قالوا‏:‏ يوعك ‏(‏يوعك‏:‏ الوعك‏:‏ هو الحمى‏.‏ وقيل‏:‏ ألمها وقد وعكه المرض وعكا‏.‏ النهاية ‏(‏5/207‏)‏ ب‏)‏ فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال‏:‏ أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط منا، وقد دفت ‏(‏دفت دافة من قومكم‏:‏ الدافة‏:‏ القوم يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد النهاية ‏(‏2/124‏)‏‏.‏ ب‏)‏ دافة من قومكم، فإذا هم يريدون أن يختزلونا ‏(‏يختزلونا‏:‏ أي يقتطعونا ويذهبوا بنا منفردين‏.‏ النهاية ‏(‏2/29‏)‏ ب‏)‏ من أصلنا وأن يحضنونا ‏(‏يحضنونا‏:‏ أي يخرجونا‏.‏ يقال‏:‏ حضنت الرجل عن الأمر أحضنه حضنا وحضانة‏:‏ إذا نحيته عنه وانفردت به دونه كأنه جعله في حضن منه أي جانب‏.‏ قال الأزهري‏:‏ قال الليث‏:‏ يقال‏:‏ أحضنني من هذا الأمر‏:‏ أي أخرجني منه‏.‏ قال‏:‏ والصواب حضنني‏.‏ النهاية ‏(‏1/401‏)‏ ب‏)‏ من هذا الأمر‏.‏

فلما أردت أن أتكلم وكنت زورت ‏(‏زورت‏:‏ أي هيأت وأصلحت‏.‏ والتزوير إصلاح الشيء‏.‏ وكلام مزور‏:‏ أي محسن‏.‏ النهاية ‏(‏2/318‏)‏ ب‏)‏ مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحدة ‏(‏الحدة‏:‏ الحدة كالنشاط والسرعة في الأمور والمضاء فيها مأخوذ من حد السيف، والمراد بالحدة ههنا المضاء في الدين والصلابة والقصد في الخير‏.‏ النهاية ‏(‏1/353‏)‏ ب‏)‏ فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر‏:‏ على رسلك؛ فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر فكان هو أعلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها، حتى سكت قال‏:‏ ما ذكرتم من خير فأنتم له أهل ولن نعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فيضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن فقال قائل الأنصار‏:‏ أنا جذيلها ‏(‏جذيلها المحكك‏:‏ هو تصغير جذل وهو العود الذي ينصب للإبل الجربى لتحتك به، وهو تصغير تعظيم‏:‏ أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تشتشفي الإبل الجربى بالإحتكاك بهذا العود النهاية ‏(‏1/251‏)‏ ب‏.‏

وعذيقها المرجب‏:‏ تصغير العذق‏:‏ النخلة، وهو تصغير تعظيم وبالمدينة أطم لبني أمية بن زيد يقال له‏:‏ عذق‏.‏ النهاية ‏(‏3/199‏)‏ ب‏.‏

المرجب‏:‏ الرجبة‏:‏ هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع‏.‏ ورجبتها فهي مرجبة‏.‏ النهاية ‏(‏2/197‏)‏ ب‏)‏ المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش، وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت ‏(‏فرقت‏:‏ الفرق بالتحريك‏:‏ الخوف والفزع‏.‏ يقال‏:‏ فرق يفرق فرقا‏.‏ النهاية ‏(‏3/438‏)‏ ب‏)‏ من أن يقع اختلاف؛ فقلت‏:‏ ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار ونزونا ‏(‏ونزونا‏:‏ أي وقعوا عليه ووطئوه‏.‏ النهاية ‏(‏5/44‏)‏ ب‏)‏ على سعد بن عبادة فقال منهم‏:‏ قتلتم سعدا، فقلت‏:‏ قتل الله سعدا، أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هو أوفق من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة؛ فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى، وإما أن نخالفهم فيكون فيه فساد فمن بايع أميرا من غير مشورة المسلمين فلا بيعة له، ولا بيعة للذي بايعه تغرة ‏(‏تغرة أن يقتلا‏:‏ التغرة‏:‏ مصدر غررته إذا ألقيته في الغرر، وهي من التغرير، كالتعلة من التعليل، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره‏:‏ خوف تغرة أن يقتلا‏:‏ أي خوف وقوعهما في القتل، فحذف المضاف الذي هو الخوف، وأقام المضاف إليه االذي هو تغرة مقامه وانتصب على أنه مفعول له‏.‏ ويجوز أن يكون قوله ‏"‏أن يقتلا‏"‏ بدلا من ‏"‏تغرة‏"‏ ويكون المضاف محذوفا كالأول‏.‏ ومن أضاف ‏"‏تغرة‏"‏ إلى ‏"‏أن يقتل‏"‏‏)‏ فمعناه خوف تغرته قتلهما‏.‏ النهاية ‏(‏3/356‏)‏ ب‏)‏ أن يقتلا‏.‏

‏(‏حم خ وأبو عبيد في الغرائب ق‏)‏ ‏(‏ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ‏(‏5/246‏)‏ والبيهقي في السنن الكبرى كتاب قتال أهل البغي ‏(‏8/142‏)‏‏.‏ ورواه البخاري في صحيحه كتاب الفضائل باب فضل أبي بكر ‏(‏5/8‏)‏‏.‏ وابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/568‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14135- عن سالم بن عبيد وكان من أصحاب الصفة قال‏:‏ كان أبو بكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له‏:‏ يا صاحب رسول الله توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم فعلموا أنه كما قال، ثم خرج فاجتمع المهاجرون يتشاورون فبينما هم كذلك إذ قالوا‏:‏ انطلقوا بنا إلى أخواننا من الأنصار فإن لهم في هذا الحق نصيبا، فانطلقوا فأتوا الأنصار فقال رجل من الأنصار‏:‏ منا رجل ومنكم رجل، فقال عمر‏:‏ سيفان في غمد واحد إذا لا يصطلحان، فأخذ بيد أبي بكر فقال‏:‏ من هذا الذي له هذه الثلاث‏؟‏ إذ هما في الغار، من هما‏؟‏ إذ يقول لصاحبه، من صاحبه‏؟‏ لا تحزن إن الله معنا، مع من هو‏؟‏ فبسط عمر يد أبي بكر فقال‏:‏ بايعوه فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها‏.‏

‏(‏ق‏)‏‏.‏

14136- عن عمر أنه قال‏:‏ لا خلافة إلا عن مشورة‏.‏

‏(‏ش وابن الأنباري في المصاحف‏)‏‏.‏

14137- عن ابن عباس أن عمر جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، ثم قال، إن الله أبقى رسوله بين أظهرنا ينزل عليه الوحي من الله يحل به ويحرم به، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع منه ما شاء أن يرفع، وأبقي ما شاء أن يبقى، فتشبثنا ببعض وفاتنا بعض فكان مما كنا نقرأ من القرآن، لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ونزلت آية الرجم فرجم النبي صلى الله عليه وسلم ورجمنا معه، والذي نفس محمد بيده لقد حفظتها وقلتها وعقلتها لولا أن يقال كتب عمر في المصحف ما ليس فيه لكتبتها بيدي كتابا والرجم على ثلاث منازل حمل بين واعتراف من صاحبه أو شهود عدل كما أمر الله، وقد بلغني أن رجالا يقولون في خلافة أبي بكر‏:‏ إنها كانت فلتة ولعمري إنها كانت كذلك ولكن الله أعطى خيرها ووقي شرها وإياكم هذا الذي ينقطع إليه الأعناق كانقطاعها إلى أبي بكر إنه كان من شأن الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي فأتينا فقيل لنا إن الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة مع سعد بن عبادة يبايعون فقمت وقام أبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح نحوهم فزعين أن يحدثوا في الإسلام، فلقينا رجلين من الأنصار رجلا صدق عويمر بن ساعدة ومعن بن عدي، فقالا‏:‏ أين تريدون‏؟‏ قلنا‏:‏ قومكم لما بلغنا من أمرهم، فقالا‏:‏ ارجعوا فإنكم لن تخالفوا ولن يؤتى بشيء تكرهونه فأبينا إلا أن نمضى أنا أزوي ‏(‏أزوى‏:‏ زويت في نفسي كلاما أي جمعت‏.‏ النهاية ‏(‏2/321‏)‏ ب‏)‏ كلاما أن أتكلم به حتى انتهينا إلى القوم وإذا هم عكوف هنالك على سعد بن عبادة وهو على سرير له مريض؛ فلما غشيناهم تكلموا فقالوا‏:‏ يا معشر قريش منا أمير ومنكم أمير فقال الحباب بن المندر‏:‏ أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب إن شئتم والله رددناها جذعة فقال أبو بكر‏:‏ على رسلكم‏.‏

فذهبت لأتكلم فقال‏:‏ أنصت يا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ يا معشر الأنصار إنا والله ما ننكر فضلكم ولا بلاغكم في الإسلام، ولا حقكم الواجب علينا ولكنكم قد عرفتم أن هذا الحي من قريش بمنزلة من العرب فليس بها غيرهم وأن العرب لن تجتمع إلا على رجل منهم فنحن الأمراء وأنتم الوزراء، فاتقوا الله ولا تصدعوا الإسلام ولا تكونوا أول من أحدث في الإسلام ألا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين لي ولأبي عبيدة بن الجراح فأيهما بايعتم فهو لكم ثقة، قال‏:‏ فوالله ما بقي شيء كنت أحب أن أقول إلا قد قاله يومئذ غير هذه الكلمة، فوالله لأن أقتل ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى في غير معصية أحب إلي من أن أكون أميرا على قوم فيهم أبو بكر، ثم قلت يا معشر المسلمين إن أولى الناس بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده ثاني اثنين إذ هما في الغار أبو بكر السباق المبين، ثم أخذت بيده وبادرني رجل من الأنصار فضرب على يده قبل أن أضرب على يده فتتابع الناس وميل عن سعد بن عبادة فقال الناس‏:‏ قتل سعد قتله الله ثم انصرفنا، وقد جمع الله أمر المسلمين بأبي بكر فكانت لعمري فلتة كما أعطى الله خيرها من وقي شرها، فمن دعا إلى مثلها فهو الذي لا بيعة له ولا لمن بايعه‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

14138- عن أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشاورونها ويرجعون في أمرهم؛ فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة، فقال‏:‏ يا بنت رسول الله ما من الخلق أحد أحب إلي من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وايم الله ما ذاك بما نعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم الباب، فلما خرج عليهم عمر جاؤوها قالت‏:‏ تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم الباب، وايم الله ليمضين ما حلف عليه‏:‏ فانصرفوا راشدين فروا ‏(‏فروا أفررته أفره‏:‏ فعلت به ما يفر منه ويهرب‏.‏ يقال‏:‏ فر يفر فرا فهو فار إذا هرب‏.‏ النهاية ‏(‏3/427‏)‏ ب‏)‏ رأيكم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا عنها ولم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

14139- عن عروة أن أبا بكر وعمر لم يشهدوا دفن النبي صلى الله عليه وسلم وكانا في الأنصار فدفن قبل أن يرجعا‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

14140- عن محمد بن سيرين أن رجلا من بني زريق قال‏:‏ لما كان ذلك اليوم خرج أبو بكر وعمر حتى أتوا الأنصار فقال‏:‏ يا معشر الأنصار إنا لاننكر حقكم ولا ينكر حقكم مؤمن وإنا والله ما أصبنا خيرا إلا شاركتمونا فيه، ولكن لا ترضى العرب ولا تقر إلى على رجل من قريش لأنهم أفصح الناس ألسنة؛ وأحسن الناس وجوها وأوسط العرب دارا وأكثر الناس شحمة في العرب، فهلموا إلى عمر فبايعوه، فقالوا‏:‏ لا فقال عمر‏:‏ فلم‏؟‏ فقالوا‏:‏ نخاف الأثرة فقال‏:‏ أما ما عشت فلا بايعوا أبا بكر، فقال أبو بكر لعمر‏:‏ أنت أقوى مني، فقال عمر‏:‏ أنت أفضل مني، فقالاها الثانية، فلما كانت الثالثة قال له عمر‏:‏ إن قوتي لك مع فضلك، فبايعوا أبا بكر، وأتى الناس عند بيعة أبي بكر أبا عبيدة بن الجراح فقال‏:‏ تأتوني وفيكم ثاني اثنين‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

14141- عن إبراهيم التيمي قال‏:‏ لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عمر أبا عبيدة بن الجراح فقال‏:‏ ابسط يدك فلأبايعك فإنك أمين هذه الأمة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو عبيدة‏[‏لعمر‏]‏‏:‏ ما رأيت لك فهة ‏(‏فهة‏:‏ الفهة‏:‏ السقطة والجهلة‏.‏ يقال‏:‏ فه الرجل يفه فهاهة وفهة، فهو فه وفهيه‏:‏ إذا جاءت منه سقطة من العي وغيره‏.‏ النهاية ‏(‏3/482‏)‏ ب‏)‏ ‏[‏قبلها‏]‏ منذ أسلمت أتبايعني وفيكم الصديق وثاني اثنين‏.‏

‏(‏ابن سعد وابن جرير‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/181‏)‏‏.‏ وما بين الحاصرتين استدركته من الطبقات باب ذكر بيعة أبي بكر‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14142- عن حمران قال‏:‏ قال عثمان بن عفان‏:‏ إن أبا بكر الصديق أحق الناس بها يعني الخلافة؛ إنه لصديق، وثاني اثنين، وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة‏)‏‏.‏

14143- عن عائشة قالت‏:‏ خرج أبو بكر ثم قال‏:‏ من كان عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم فليأتنا، فقال عمر‏:‏ لو كان منه عهد كان عهده إلى الله ثم إليك‏.‏

‏(‏اللالكائي‏)‏‏.‏

14144- عن زيد بن علي عن أبيه أن أبا سفيان جاء إلى علي فقال‏:‏ يا علي بايعوا رجلا أذل قريش قبيلة، والله لئن شئت لنصد عنها عليه أقطارها ولأملأنها عليه خيلا ورجلا ‏(‏ورجلا‏:‏ ورجل كفرح فهو راجل ورجل ورجيل ورجيل ورجل ورجلان إذا لم يكن له ظهر يركبه‏.‏القاموس ‏(‏3/381‏)‏ ب‏)‏ فقال له علي‏:‏ يا أبا سفيان إن المؤمنين وإن بعدت ديارهم وأبدانهم قوم نصحة بعضهم لبعض، وإن المنافقين وإن قربت ديارهم وأبدانهم قوم غششة بعضهم لبعض، وإنا قد بايعنا أبا بكر وكان لذلك أهلا‏.‏

‏(‏أبو أحمد الدهقان في حديثه‏)‏ ‏(‏أبو أحمد الدهقان‏:‏ حمزة بن محمد بن العباس، ثقة سكن بالعقبة وراء نهر عيسى بن علي‏.‏ وتوفي سنة 347‏.‏ تاريخ بغداد ‏(‏8/183‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14145- عن زيد بن علي عن آبائه قال‏:‏ قام أبو بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ هل من كاره فأقيله ثلاثا يقول ذلك، فعند ذلك يقوم علي بن أبي طالب فيقول‏:‏ لا والله لا نقيلك ولا نستقيلك من ذا الذي يؤخرك وقد قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏ابن النجار‏)‏‏.‏

14146- عن أبي البختري قال‏:‏ قال عمر لأبي عبيدة‏:‏ هلم حتى أبايعك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إنك أمين هذه الأمة، فقال أبو عبيدة‏:‏ كيف أصلي بين يدي رجل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمنا حتى قبض‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14147- عن أبي طلحة قال‏:‏ لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فقالوا‏:‏ يا معاشر المهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث رجلا منكم قرنه برجل منا فنحن نرى أن يلي هذا الأمر رجلان‏:‏ رجل منكم ورجل منا، فقام زيد بن ثابت فقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وكنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أنصار من يقوم مقامه فقال أبو بكر جزاكم الله خيرا من حي يا معشر الأنصار وثبت قائلكم والله لو قلت غير هذا ما صالحناكم‏.‏

‏(‏طب‏)‏‏.‏

14148- عن ابن مسعود قال‏:‏ لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار، منا أمير فأتاهم عمر فقال‏:‏ يا معشر الأنصار ألم تعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم أبا بكر يؤم فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر‏.‏

‏(‏أبو نعيم في فضائل الصحابة‏)‏‏.‏

14149- عن القعقاع بن عمرو قال‏:‏ شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلينا الظهر جاء رجل فقام في المسجد فأخبر بعضهم بعضا ان الأنصار قد اجتمعوا أن يولوا سعدا ويتركوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستوحش المهاجرون من ذلك‏.‏

‏(‏ابن جرير‏)‏‏.‏

14150- عن أبي نضرة قال‏:‏ لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعت الأنصار فقام خطيب الأنصار فقال‏:‏ قد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث منكم أميرا بعث منا أميرا‏:‏ وإذا بعث منكم أمينا بعث منا أمينا‏.‏

‏(‏ابن جرير‏)‏‏.‏

14151- عن علي أنه قال يوم الجمل‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد إلينا عهدا نأخذ به في الإمارة، ولكنه شيء رأيناه من قبل أنفسنا فإن يك صوابا فمن الله، ثم استخلف أبو بكر رحمة الله على أبي بكر فأقام واستقام ثم استخلف عمر رحمة الله على عمر فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه ‏(‏بجرانه‏:‏ أي قر قراره واستقام كما أن البعير إذا برك واستراح مد عنقه على الأرض‏.‏ النهاية ‏(‏1/263‏)‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏حم ونعيم بن حماد في الفتن وابن أبي عاصم عق واللالكائي ق في الدلائل والدورقي ص‏)‏‏.‏

14152- عن قيس بن عباد قال‏:‏ قال علي بن أبي طالب‏:‏ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ‏(‏وبرأ النسمة‏:‏ أي خلق ذات الروح، وكثيرا ما كان يقولها إذا اجتهد في يمينه‏.‏ النهاية ‏(‏5/49‏)‏ ب‏)‏ لو عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا لجالدت عليه ولم اترك ابن أبي قحافة يرقى درجة واحدة من منبره‏.‏

‏(‏العشاري‏)‏‏.‏

14153- عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ خرج علي بن أبي طالب لبيعة أبي بكر فبايعه، فسمع مقالة الأنصار، فقال علي‏:‏ يا أيها الناس أيكم يؤخر من قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال سعيد بن المسيب‏:‏ فجاء علي بكلمة لم يأت بها أحد منهم‏.‏

‏(‏العشاري واللالكائي والأصبهاني في الحجة‏)‏‏.‏

14154- عن أبي الجحاف ‏(‏أبو الجحاف‏:‏ داود بن أبي عوف البر جمي الكوفي وثقه أحمد وقال النسائي‏:‏ ليس به بأس وقال ابن عدي‏:‏ لا يحتج به‏.‏

خلاصة الكمال ‏(‏1/305‏)‏‏.‏ ص‏)‏ قال‏:‏ لما بويع أبو بكر أغلق بابه ثلاثة أيام يخرج إليهم في كل يوم فيقول‏:‏ أيها الناس قد أقلتكم بيعتكم فبايعوا من أحببتم، وكل ذلك يقوم إليه علي بن أبي طالب فيقول‏:‏ لا نقيلك ولا نستقيلك وقد قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذا يؤخرك‏؟‏

‏(‏العشاري‏)‏‏.‏

14155- عن علي قال‏:‏ والله إن إمارة أبي بكر وعمر لفي كتاب الله‏:‏ ‏{‏ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا‏}‏ ‏(‏سورة التحريم آية 3‏.‏ ص‏)‏ قال لحفصة‏:‏ أبوك وأبو عائشة واليا الناس من بعدي؛ فإياك أن تخبري أحدا‏.‏

‏(‏عد والعشاري وابن مردويه وأبو نعيم في فضائل الصحابة كر‏)‏‏.‏

14156- عن سويد بن غفلة قال‏:‏ دخل أبو سفيان على علي والعباس فقال‏:‏ يا علي وأنت يا عباس ما بال هذا الأمر في أذل قبيلة من قريش وقلها ‏(‏وقلها‏:‏ القل بالضم‏:‏ القلة، كالذل والذلة‏.‏ النهاية ‏(‏4/104‏)‏ ب‏)‏ والله لئن شئت لاملأنها عليه خيلا ورجالا، فقال له علي‏:‏ لا والله ما أريد أن تملأها عليه خيلا ورجالا، ولولا أنا رأينا أبا بكر لذلك أهلا ما خليناه وإياها، يا أبا سفيان إن المؤمنين قوم نصحة بعضهم لبعض متوادون وإن بعدت ديارهم وأبدانهم، وإن المنافقين قوم غششة بعضهم لبعض‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

‏{‏مسند عمر‏}‏

14157- عن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ رأيت عمر بن الخطاب وبيده عسيب نخل وهو يقول‏:‏ اسمعوا لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏